“الجمعة السوداء”.. من إنهيار مالي إلى أضخم موسم تخفيضات 

ترقب كبير وترصد من الملايين لاقتناص أفضل الفرص، عروض جذابة وخصومات ضخمة، تنافس شرس لكسب رضا العملاء، مبيعات هائلة تتجاوز المليارات.

 

إدخار مسبق، المحلات تفتتح أبوابها قبل شروق الشمس، الجميع على أهبة الاستعداد للحدث المنتظر كل عام في الجمعة الأشهر في السنة.

 

منذ سنة 1869 إلى اليوم وهذا المشهد يتكرر كل عام في آخر جمعة من نوفمبر.



لماذا هذه الجمعة بالتحديد؟ وكيف اتفق الجميع على تقديم الخصومات والعروض في هذه الجمعة؟

 

في سنة 1869 حلت كارثة وأزمة مالية كادت أن تكون الضربة القاضية على الاقتصاد الأمريكي، حركة البيع والشراء مشلولة، البضائع مكدسة بعضها فوق بعض.

 

لتتعافى من هذه المشكلة لجأت أمريكا لتقديم خصومات وتخفيضات كبرى؛ تقليلاً للخسائر قدر المستطاع.

 

واستمر حتى أصبح تقليد سنوي تقدم فيه المتاجر كبرى التخفيضات في اليوم الذي يلي “عيد الشكر” في آخر جمعة من نوفمبر؛ لشراء هدايا “عيد الميلاد”، وهو ما يعرف اليوم بـ”الجمعة السوداء”.



ليش “سوداء”؟

 

اختلفت الروايات والأقاويل حول سبب تسميتها بـ”الجمعة السوداء”.

يقال أن أصل التسمية يعود إلى شرطة مدينة فيلادلفيا التي أطلقت هذا الاسم بسبب الازدحام المروري، والفوضى التي تحدث في هذا اليوم.

 

فيما يرجح البعض أن اختيار اللون الأسود تعبيراً عن تحقيق أرباح كبيرة في ذلك اليوم، حيث أن الحبر الأسود كان يستخدم لتسجيل الأرباح، والأحمر لتسجيل الخسائر في دفاتر تسجيل الحسابات.



أياً كان سبب التسمية لمن يوصلنا الموضوع لازم نحط بصمتنا فيه.

 

لأن يوم الجمعة له قدسيته عندنا قررنا نخليها “الجمعة البيضاء”.

 

ولأننا مبدعين ونحب نتفرد ونتميز؛ يختلف اللون من مكان لآخر، فتلاقي اللي جمعته “بيضاء”، واللي جمعته “خضراء”، وحتى “صفراء” أو “بنفسجية”.

 

ولأن الكرم والجود في دمنا ما قدرنا نخليها يوم واحد بس، على خلاف “الجمعة السوداء” المحددة بيوم واحد فقط تستمر العروض والتخفيضات في “الجمعة البيضاء” لعدد من الأيام.

 

وإن اختلفنا في الألوان نتفق على أن هذا اليوم ينتظره الملايين بفارغ الصبر.

 

اقتناصاً للعروض المذهلة يتهافت الناس من جميع أنحاء العالم لاغتنام هذا الموسم؛ لذا يعد فرصة رائعة لزيادة المبيعات وتحقيق الأرباح.

 

5 خطوات لتحقيق أعلى استفادة في الجمعة السوداء/ البيضاء:

* جهّز وابدأ من بدري، خطط مبكراً ولا تنتظر حتى نهاية الشهر.

* اطّلع على عروض منافسيك.

* قدّم خصومات تجذب العملاء بدون ما تشكل عبء وخسارة عليك.

* تفرد بميزة تنافسية ترجح كفتك على كفة منافسيك.

* نسّق بين مختلف قنوات التسويق مثل مواقع التواصل الإجتماعي، أدوات محركات البحث، نشرات البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى الرسائل النصية، وموقعك الإلكتروني.



يبقى السؤال ما هو مصير “الجمعة السوداء” مع كثرة مواسم العروض والتخفيضات، والتوجه للتسوق الإلكتروني، هل سيظل الحال على ما هو عليه بتصدر وتسيد موسم العروض، أم سيتغير المشهد في السنوات القادمة؟